Abraham’s Ascent/إرتقاء إبراهيم
إرتقاء إبراهيم – ضرورة كُلّ مؤمن
قَرأنَا في كتابِ أوزوالد تشامبر “منتهاى إلى مرتفعاته”، مقولته ليوم 26 أبريل: “كانت النقطة العظيمة فى إيمانِ إبراهيم بالله هى أنّه هُيّأَ ليَفعل أيّ شئُ لأجل الله. لقد كان هناك ليَطِيعَ الله، حتى إذا كان المقصود بذلك مخالفة ما إعتقده عن لله.” (إُعيدَ صياغتها).
إنه لأمر غريبُ أنّ إعتقاداتُ الشخص عن الله يُمْكِنُ أَنْ تكون في الحقيقة حاجز لمعرفته بالله. نحن يُمْكِنُ أَنْ نتمسك بإيمانيات عن الله و نعتقد أنّ ما نؤمن به صحيح، ولكن الواقع هو أنّ هذه الإيمانيات نفسهاِ يُمْكِنُ أَنْ تُعارضَ الله نفسه في الحقيقة. إننى أَجِدُ هذه العقليةِ كثيراً جداً عند المسيحيين المتعاطفين مع إسرائيل. فهم لا يَستطيعونَ قبول أن الأمةُ الحاليةُ لإسرائيل سَتَكُونُ خاضعة مرة ثانية لتجربة نهاية الزمان التي سَتَتطلّبُ هزيمتها وطردَ أغلب الشعب اليهودي مِنْ أرضِهم.
من الواضح أنّ فَهْمنا لله وطرقه هى القضيةُ الحقيقيةُ. بكلمات أخرى، كَيْفَ يَتطلّبُ الله معاناةً أخرى للشعب اليهودي؟ ألم يعانى اليهود بالفعل بما فيه الكفاية؟ ألا يَستحقّونَ مكان يتوفر فيه الأمنِ والسلامِ أخيراً؟ إذا كان هذا حقيقيُ، فى أى شيئ يمكننا أَنْ نَعتقدُ بأمان فيما يخص الله؟ وهَلْ نحن على استعداد لجعل كُلّ أفكارنا البشرية والصحيحة عما سيفعله الله أَو عما سوف لا يفعله، تنقلب رأساً على عقب؟
ألا يُمْكِنُنا البَدْء بالشكّ أنه يوجد في هذه الردودِ هناك إهتمام أعظم بالنفسِ أكثر مما هو لله؟ إننا نُفكّرُ مباشرة فى النتائجِ لأنفسنا بدلاً مِنْ أن نفكر فى كيف سَيُؤثّرُ هذا على الله؟ بكلمة أخرى، إننا يَجِبُ أَنْ نكون مفكرين بلغة كيفية تعلق مثل هذا السيناريو الرؤيوي بقضيةِ قصد الله ومجدِه. هَلْ يُمْكِنُ لمجده أنْ يُخْدَمَ بشكل أفضل في التعبير النهائي لدينونته العادلة التي تشتت إسرائيل مرة ثانيةً؟ وبأنّه هو نفسه سَيُعيدُهم إلى أرضِهم في وقت لاحق، متى تكون أحكامه الفدائية قد خدمت مقاصده؟ أم هل نحن معجبين بالتأريخِ الحاليِ لإسرائيل منذ سنة 1948، و الذى حقاً ليس إلا نتيجة مسعاها الصهيونيِ الخاصِ؟ هَلْ نُفضّلُ سَرِقَة مجد الله بإصرارِنا أن إسرائيل الحالية هى إنجازُ للنصوص الكتابية النبويةِ بالفعل؟ هَلْ يمكن أن يَكُونُ الأمر كذلك، أنه ليس فقط وجهةَ نظرنا فى إسرائيل، لكن روحانيتَنا بجملتها كالكنيسة تعتبر ناقصة، بالرغم من أنَّها قد خَدمَت أهدافنا بما فيه الكفاية حتى الآن؟ هَلْ يُمْكِنُ لعمق معرفتِنا الناقصةِ لله أنْ تُُعدّلَ بدون حدوث كارثة بهذا المقدار في أرضِ إسرائيل، و هكذا تجعل كُلّ شيءِ قد عرفناه حتى الآن محل السؤالِ؟
كما يقول تشامبرز، كان “إرتقاء أسمى” مطلوب من إبراهيم لإحضار حبيبه إسحقَ إلى جبلِ التضحيةِ. فهو يَكْتبُ: “الله يُمْكِنُ أَنْ يَنقّي إيمانه [إبراهيم] ليس بطريقَ آخرَ سوى هذا.” ومهما كانت تقاليدنا وأفكارنا الخاصة الخاطئة حول الله، “إذا نَبقي مخلصين لله، الله سَيَأْخذُنا خلال المحنةِ التي سوف تُظهر لنا معرفة أفضل عنه هو نفسه.”
إننى أَقترحُ بأنّ إبادة إسرائيل المستقبلية سوف تكون هى تلك المحنةِ. نحن يَجِبُ أَنْ نُخضِعُ قناعاتنا وإعتقاداتَنا التقليديةَ عن إسرائيل بشكل مؤلم، أَو في إشمئزازِ وإحباطِ، نَتخلّى عن الإيمانَ نفسه. إن تشجيع تشامبرز هو هكذا “إذا تَبْقى مخلص لله، الله سَوف يَقُودُك مباشرة خلال كُلّ عائق إلى الغرفةِ الداخليةِ لمعرفةِ نفسه.” لقد تَطلّبَ الإعلان النهائى لأيوب عن الله تحطيم لكُلّ أفكاره عن كيف ظن فى الله. في نفس الوقت، اشتعل غضب الله ضدّ أصدقاءِ أيوب الذين أخطأتْ مذاهبِهم “الصحيحةِ” فى فهم المحنةَ التى مر بها أيوب بالكامل. في شيءِ مشابه لأيوب، هل قد أتينا إلى المكانِ حيث يُمْكِنُ أَنْ نَقُولَ، “مع أن الله يَذْبحُ إسرائيل، رغم ذلك سأثق به.” كَانَت هذه جوهرياً تعتبر صرخة إبراهيم على إبنِه إسحق، إبن الوعد ذاته، و هكذا أيضاً يَجِبُ أَنْ تكون صرختنا، لو أننا نريد أن نَكُونُ أحفادَ إبراهيم.
Topics: Arabic Articles |